مقتل صحافي فرنسي بحلب.. وغارات وقصف في محيط دمشق
اشتباكات عنيفة بين إسلاميين وأكراد شمال شرق سورية
دارت، أمس، اشتباكات عنيفة بين مقاتلين أكراد وآخرين معارضين للنظام السوري معظمهم من الاسلاميين في مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا. فيما قتل صحافي فرنسي من اصل بلجيكي برصاص قناص في مدينة حلب في شمال سورية. فيما شن الطيران الحربي السوري غارات على مناطق عدة في محيط دمشق، تزامنا مع قصف مدفعي واشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن معارك عنيفة دارت بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلين معارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، أغلبهم من الاسلاميين في مدينة رأس العين، في محافظة الحسكة، يستخدم خلالها المقاتلون المعارضون «المدفعية الثقيلة ودبابة».
وقال ناشط من المدينة، قدم نفسه باسم «هافيدار»، لـ«فرانس برس» عبر الانترنت، ان «وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي)»، وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، «استولت على دبابة تابعة لجبهة النصرة الإسلامية».
وكان الناشط نفسه افاد الليلة قبل الماضية، بأن «جبهة النصرة» التي تصنفها الولايات المتحدة على لائحة المنظمات الارهابية، «أدخلت ثلاث دبابات من الجهة التركية» إلى المدينة. ومنذ بداية النزاع السوري، سعى الاكراد للنأي بنفسهم عن الصراع، على الرغم من اتهامهم من قبل المعارضة بالعمل لحساب نظام الاسد الذي انسحبت قواته من مناطق كردية عدة. وقال محمد، وهو احد سكان المدينة، لـ«فرانس برس»، إن «وتيرة الاشتباكات ارتفعت مع حلول ساعات المساء (الخميس)، بعد قدوم تعزيزات للمسلحين الأكراد الذين يحاولون صد هجوم هو الأعنف منذ دخول مسلحي المعارضة للمدينة قبل أكثر من شهر ونصف الشهر». والاشتباكات هي الاعنف في المدينة منذ نوفمبر الماضي، حين اندلعت معارك استمرت اياماً بين الطرفين، بعد دخول المقاتلين المعارضين المدينة في التاسع من الشهر نفسه، وشارك فيها مقاتلون من «النصرة» ولواء «غرباء الشام».
ويخشى بعض النشطاء من لجوء تركيا التي تساند المقاتلين المعارضين الى مجموعات جهادية في سورية في صراعها ضد الاكراد. وأوضح هافيدار ان «المقاتلين المعارضين لم يستخدموا الدبابات لمحاربة النظام، وانما لقصف رأس العين».
وعبر الصحافي والناشط الكردي مسعود عكو، عن قلقه ازاء «المعارك بين الميليشيات الكردية والمقاتلين المعارضين»، مشيرا الى انه «إذا تحولت المعركة الى صراع بين الاكراد والعرب، فإن ذلك من شأنه ان يضع سورية والثورة في خطر».
إلى ذلك، شن الطيران الحربي، أمس، غارات جوية على مناطق في محيط دمشق بينها عربين وداريا، مع استمرار محاولة القوات النظامية السيطرة على معاقل للمعارضين.
وقال المرصد إن طفلة «استشهدت إثر اصابتها بشظايا القصف على مدينة عربين، كما سقط عشرات الجرحى جراء القصف بالطيران الحربي».
وأشار الى ان «طائرة حربية نفذت غارات جوية عدة على مدينة داريا في ريف دمشق»، التي تحاول القوات منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها.
كما تعرضت دوما والمعضمية للقصف، اضافة الى بيت سحم وعقربا، تزامنا مع اشتباكات على اطراف البلدتين، بحسب المرصد.
من جهة اخرى، قال المرصد انه عثر على جثامين ما لا يقل عن 11 رجلاً مجهولي الهوية بالقرب من احد الحواجز العسكرية في بلدة عدرا.
وأظهر شريط بثه المرصد على الانترنت جثث رجال وشبان مكبلي الايدي، وبدت على الجثث آثار اصابات بالرصاص، وبعضهم مصاب في الرأس. ويسمع رجل يقول «هؤلاء شهداؤنا، هؤلاء اولادنا، والله جماعة (الاسد) بأيدينا رح نجيبهن (نحضرهم) ونقتلهم».
وفي درعا (جنوب)، «هز انفجار ناتج عن سيارة مفخخة مخيم درعا للنازحين»، بحسب المرصد.
من جهته، افاد التلفزيون الرسمي بأن «تفجيرين ارهابيين انتحاريين بسيارتين مفخختين نفذهما ارهابيو (جبهة النصرة) في درعا البلد، ومعلومات عن ضحايا واصابات اغلبهم من المصلين في جامع الحسين وخسائر مادية في المكانين».
وفي شمال البلاد، أفاد محافظ حلب وحيد عقاد، بأن ثلاثة اشخاص قتلوا وجرح 63 آخرون، في «تفجير ارهابي» في حي المحافظة الذي تسيطر عليه القوات الحكومية غرب المدينة. وأشار الى ان عدد الضحايا «قابل للتزايد، بسبب وجود سبع حالات على الأقل جروحهم خطرة، وهم في غرف العمليات».
وأفاد مصدر عسكري سوري بأن «صاروخ ارض ـ ارض اطلق على الحي من منطقة بستان القصر الواقعة تحت سيطرة مسلحي المعارضة أثناء تعامل الطيران مع نقاط لإطلاق الهاونات في حي بستان القصر». وأشار إلى أن الصاروخ «أصاب البناء من الجهة الجنوبية الشرقية، وهو الاتجاه الذي تقع فيه مناطق بستان القصر والكلاسة». وكان التلفزيون الرسمي السوري افاد بأن «مجموعة ارهابية اطلقت صاروخا من منطقة الكلاسة (جنوب غرب) على منطقة المحافظة السكنية». وعرض التلفزيون صورا لمكان الحادث تظهر دمارا كبيرا في المباني التي انهار جزء كبير من احدها على طبقاته السفلية. وعمل قاطنون في المنطقة على نقل المصابين، لكن جماعات المعارضة قالت إن قوات الأسد وراء الانفجار الذي ضرب منطقة المحافظة السكنية غرب المدينة. وذكر نشطاء أن المنطقة تعرضت لغارة جوية من قوات الأسد. وقال الناشط السوري حميد باراشو لـ«رويترز»، «لا يمتلك المقاتلون هذه القدرات بعد، لدينا تقارير عدة عن تحليق طائرة مقاتلة في المنطقة قبل الغارة، النظام يحاول أن يبث المزيد من الفوضى في المدينة».
وفي محافظة حلب أيضا، لقي الصحافي الفرنسي ايف دوباي مصرعه «إثر اصابته برصاص قناص خلال اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية بالقرب من سجن حلب المركزي في ريف حلب»، بحسب ما افاد المرصد السوري، أمس. وعرض ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي صورتين لجثة الصحافي وبطاقته. وقالت صفحة «مركز حلب الاعلامي» على موقع «فيس بوك»، إن صورة الجثة التقطت في احد المستشفيات الميدانية، وأرفقتها بصورة لبطاقة تعريف صحافية من وزارة الدفاع الفرنسية يعود تاريخها الى عام 2010، عليها اسم دوباي وصورته. وقالت الصفحة ان الصحافي «قتل برصاصة قناص للنظام متمركز على سطح السجن المركزي (الواقع الى الشمال من المدينة) اثناء تغطيته الاشتباكات هناك». وافاد ناشط في المركز قدم نفسه باسم (أبوهشام) لـ«فرانس برس»، عبر «سكايب»، إن «متطوعا في المستشفى الميداني في حلب أبلغه بمقتل دوباي».
من جهته، قال ناشط آخر في المدينة، فضل عدم كشف هويته، انه ساعد على وضع جثة الصحافي في سيارة اسعاف تولت نقله الى معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا. وكان دوباي يعد تقارير من سورية لصالح مجلة «آسو» (اقتحام)، المتخصصة بالشؤون العسكرية، التي أسسها قبل خمسة اعوام، وسبق وأطلق مجلة «ريد» (غارات) عام 1986، وأتت تغطيته للنزاع السوري بعد تجارب مماثلة في العالم بينها لبنان والبلقان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news